ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقيها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بيها في نومه ويحاول تحقيقها.
كان هناك طاووس جميل ذو ريش ملون وجذاب يعجب به كل ما يراه وقد كان الطاووس سعيدا جدا بذلك، وكان يتباهى بهذا المظهر الجيد والذي حباه به الله عز وجل، ولكن في أحد الأيام فكر الطاووس في الغناء وقام بالفعل بذلك، إلا أن صوته كان خشنا ولم يعجب من حوله وقالوا له ذلك، ولأنها المرة الأولى التي يوجه فيها نقد للطاووس ومواجهته بعيب موجود فيه حزن بشدة.
وذهب الطاووس في ليلة ممطرة يبكي وينظر إلى السماء ويندب حظه ويتساءل لماذا لم يعطه الله صوتا جميلا، وأثناء ذلك سمع صوت حفلة موسيقية فاقترب منها فإذا بطائر العندليب يقوم بالغناء في تلك الحفلة، والجميع منتبه له وسعيد بصوته الصافي النقي ويقومون بالتصفيق له، وقد زاد ذلك من حزن الطاووس وانصرف وهو أشد بكاء مما سبق.
وأثناء ذلك قابله رجل عجوز وسأله عن سبب حزنه فقال له الطاووس أن صوته خشن وسيئ ولا يستطيع الغناء، وقد انتقده من سمع صوته في الوقت الذي يصفقون فيه للعندليب، فابتسم العجوز وقال له إن الله سبحانه وتعالى قد وزع نعمه على مخلوقاته، فهناك من هو حسن المظهر وهناك من هو حسن الصوت ولكل منا موهبته الخاصة.
ويجب على كل مخلوق تقبل ذلك واستغلال موهبته التي أنعم الله عليه بها وعدم الطمع في مواهب الآخرين، فما لديك من قدرات كاف لجعل بقية المخلوقات تعجب بك وتقدرك، وأضاف العجوز للطاووس أن المخلوقات معجبة بجمال ريشه ومظهره وتضرب به المثل في ذلك بينما العندليب لديه صوت جميل ولا يمتلك مظهرا جيدا مثله.
وبعد أن سمع الطاووس تلك الكلمات توقف عن البكاء وشعر بأنه كان مخطئاً في حزنه، ومنذ ذلك الوقت وهو يحاول المحافظة على مظهره الجيد وتحسينه ويحمد الله على تلك النعمة التي أنعم عليه بها، والتي لا تتوافر لدى الكثير من مخلوقاته.