خلال هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة مع صاحبه ابي بكر الصديق كان الكفار يلاحقون الرسول عليه السلام و صاحبه ، فاتجهوا نحو احد الجبال البعيدة ليختبئوا داخل غار والغار اشبه بكهف داخل الجبل ، وكان اسم الغار الذي اختبئ فيه محمد صلى الله عليه و سلم و صاحبه ابي بكر الصديق رضي الله عنه غار ثور ، وقد ظل كلا منهما في الغار لمدة 3 ايام وذلك من اجل الاطمئنان بان الكفار انصرفوا ولن يتم العثور عليهما ، فقد كان الكفار يبحثون عن النبي محمد وابي بكر الصديق في جميع الانحاء بل واعلنوا عن مكافأت لمن يأتي بهما ، ولذلك ظل النبي و صاحبه بالغار طيلة هذه المدة.
كانت اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها هي من تتحمل عناء اطعام النبي الكريم و ابي بكر الصديق فقد كانت كل يوم تقوم باعداد الطعام والذهاب به الى الغار في الصحراء من اجل اطعام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابي بكر الصديق رضي الله عنه ، ويدل ذلك على مدى شجاعة اسماء بنت ابي بكر فقد كانت قوية لا تخاف ولا تهاب الكفار ، وبالنسبة للكفار فقد اصابهم الجنون واخذوا يتسائلون اين يمكن ان يختفي محمد و صاحبه ، واخذوا يبحثون عنه في كل مكان حتى اخبرهم شخصا ما انه رأى النبي محمد عليه السلام و صاحبه ابي بكر بالقرب من غار ثور.
على الفور اتجه الكفار الى غار ثور وكانوا يبحثون عن النبي الكريم و صاحبه في كل مكان حتى ان النبي عليه الصلاة و السلام وصاحبه كانا يرون ارجل الكفار على باب الغار ، وهنا شعر ابو بكر الصديق بخوف شديد وقال للرسول عليه السلام : لو نظروا الى مكان ارجلهم سوف يروننا ، ولكن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يكن خائفا فقد كان يعلم يقينا ان الله تبارك و تعالى سوف ينصره وحينها قال عليه السلام لابي بكر الصديق : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، وتعني هذه الجملة ( ما رأيك في اثنين من الرجال و الله معهما هو الثالث ) ، فقد كان كلام نبينا عليه السلام ثقة كبيرة جدا في الله تعالى وثقة في ان الله لن يخذل نبيه محمد عليه افضل الصلاة و السلام.
امر الله عز وجل العنكبوت ان تبني بيتا لها على باب الغار فيظن كل من يراه بانه ليس هناك احد بالداخل ، وبالفعل انصرف الكفار عن الغار بعد ان يأسوا في العثور على محمد و صاحبه ابي بكر الصديق ، فقد اغشى الله بصرهم و عقولهم عن رؤية نبيه عليه السلام ، وبذلك نجا النبي محمد و صاحبه ابي بكر وخرجا من الغار متجهين الى المدينة المنورة.
اتجه كلا من النبي الكريم محمد ومعه صاحبه ابي بكر الصديق رضي الله عنه ورجل آخر كان يخدم سيدنا ابي بكر الى الرجل الرابع الذي سوف يدلهم على الطريق الى المدينة المنورة ، بعد فشل الكفار في العثور على محمد و صاحبه اعلنوا عن جائزة قدرها 100 ناقة لمن يعثر عليهما ، وانطلق الكثير من الكفار في جميع الانحاء يبحثون عن النبي الكريم و صاحبه ولكن الله حمى نبيه من الكفار حتى تمكن عليه الصلاة و السلام من الوصول الى المدينة المنورة بسلام لتبدأ رحلة الدعوة الى دين الله عز وجل.