ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
قصة الأميرة المسحورة
يحكى أنه بيوم من الأيام كان هناك جندي ودع كل أصدقائه وزملائه فقد تمكن أخيرا من أخذ إجازته، وبفرح وسرور واشتياق كان عائداً لموطنه، وبينما كان بالطريق أنهى كل الأموال التي كانت معه ولم يتمكن من شراء أي طعام لنفسه ولا لحصانه الذي بات جائعا عطشا مثله.
وبينما كان مارا على مكان يخلو من البشر رأى قلعة في أجل وأبهى صورة ممكنة، تقدم الجندي نحوها، اتجه أولا ناحية الإسطبل وقام بوضع الطعام لحصانه، وبعدما اطمئن عليه دخل القصر.
وإذا به يتجول بطرقاته بحثا عن أي أحد، مر على غرفة بها طاولة كبية للغاية تضم أشهى أنواع الطعام والحلويات، ونظرا لشدة جوعه لم يتمكن من كبح مشاعر احتياجه الشديدة لتناول الطعام، ولم يرى أحدا ليستأذن منه فجلس على الطاولة وشرع في تناول ما لذ وطاب، أكل حتى امتلأ وشرب حتى ارتوى.
وبينما كان جالسا لم يبارح مكانه إذا بدب عملاق يقترب تجاهه، شعر الجندي حينها بالخوف الشديد، وكيف له أن يقاتل دب عملاق مثله ولتوه أكل كميات هائلة من الطعام اللذيذ الشهي وملأ بطنه لآخرها؟!
ولكن الدب فاجأه قائلا: “إنني لست دبا كما تعتقد”!
الجندي بذهول: “ولكني أراك من مكاني هذا دبا”.
الدب: “إنني فتاة جميلة للغاية، وأميرة على كل هذه البلاد، ولكنني للأسف أميرة مسحورة؛ أيمكنني أن أطلب منك شيئا بسيطا”.
تردد الجندي من خوفه من هيئة الدب الضخمة، وبالكاد أومأ برأسه.
الدب: “أريدك أن تبقى معي الليلة بالقصر”.
انتفض الجندي من مقعده قائلا: “لا يمكنني المكوث مع دب ضخم مثلك تحت شقف واحد”.
الدب بصدق في عينيه: “ولكنني لن أؤذيك مطلقا”.
وافق الجندي على طلب الدب المتحدث، أخذه الدب لغرفة فاخرة بها جميع وسائل الراحة المطلقة، وكانت بها صورة لفتاة جميلة للغاية ولا يوجد في جمالها مثيل.
الجندي: “إنكِ فتاة جميلة للغاية ولن أتمكن من وصف جمالكِ بكلمات”.
الدب: “وامتنانا لشجاعتك ومساعدتك لي ببقائك معي لليلة بالقصر، إن كسرت اللعنة سأتزوجك على الفور”.
الجندي وقد امتلأ قلبه بالفرح وتهلل وجهه: “أصدقا ما تقولين؟!، وكيف لي أن أتزوج أميرة جميلة مثلكِ؟!”
الدب: “صدقت سأصدقك كما صدقتني”.
تركه الب وخرج من الغرفة، أما الجندي فقام بوضع رأسه على السرير يتفكر في شدة جمال الأميرة وغاص في نوم عميق ولم يشعر بنفسه إلا ثاني يوم عندما سطعت أشعة الشمس الذهبية على وجهه الوسيم.
وبمجرد أن فتح عينيه رأى الأميرة وقد فكت لعنتها وزال عنها السحر، كانت تبدو أجمل بمراحل من الصورة التي رآها أمس.
لم يصدق الجندي عينيه عندما رآها، اقتربت الأميرة منه قائلة: “لا أعلم طريقة مناسبة لشكرك على مساعدتي وكسر اللعنة التي لحقت بي؛ وكما وعدتك سأتزوج بك على الفور”.
الجندي: “لا أصدق عيناي، أحقا سأتزوج بكِ أيتها الأميرة فائقة الجمال”.
وبالفعل أقيمت الحفلات بمناسبة زفاف الأميرة الجميلة والجندي، وعاشا في سعادة وهناء.
مرت الأيام ووجد الجندي نفسه مشتاقا للذهاب لوطنه، صارح الأميرة برغبته، والتي بدت حزينة للغاية وطلبت منه ألا يرحل ويتركها، وسألته: “ألست سعيدا معي؟!”
الجندي: “ولماذا هذا السؤال؟!، إنني سعيد بوجودكِ بحياتي وبزواجي منكِ للغاية، ولكن كل ما هنالك أنني اشتقت لرؤية والداي”.
الأميرة: “حسنا، اذهب إذا لزيارتهما، وخذ معك كيس الحبوب هذا، ولكما تحركت انثر من هذه البذور فستنمو على الفور أشجار خضراء ضخمة بها أنضر وأندر الثمار، وسوف تتغنى بها كل العصافير”.
الجندي: “يا لسعادتي بالزواج منكِ حبيبتي، إنكِ ملكة قلبي وكل ما حولكِ سحر يجعلني أعشقكِ أكثر فأكثر”.
أعد له الجنود العدة، وامتطى جواده وبينما كان على الطريق كان يلقي بالبذور السحرية فتنبت الأشجار بثمارها النضرة النادرة وكأنها تخرج من باطن الأرض؛ وبينما كان يكمل طريقه مر على ثلاثة رجال بالعراء، كانوا يلعبون الأوراق واندهش بوجود قدر معلق به حساء يغلي على الرغم من عدم وجود نيران بأسفله
أعد له الجنود العدة، وامتطى جواده وبينما كان على الطريق كان يلقي بالبذور السحرية فتنبت الأشجار بثمارها النضرة النادرة وكأنها تخرج من باطن الأرض؛ وبينما كان يكمل طريقه مر على ثلاثة رجال بالعراء، كانوا يلعبون الأوراق واندهش بوجود قدر معلق به حساء يغلي على الرغم من عدم وجود نيران بأسفله.
قال الجندي بصوت عالٍ: “يا له من أمر عجيب يغلي الحساء دون نيران، إنه لأمر لا يصدقه العقل غير أن العين تراه؛ وأنا أيضا سأريكم أمرا عجيبا وسحريا”.
فأخرج بذرة سحرية وقام بإلقائها بجوارهم فنبتت منها شجرة نادرة نضرة حلوة الثمار في الحال، وقف الثلاثة رجال على أقدامهم وكأنهم رأوا من أمره شيئا عجيبا.
تهامس ثلاثتهم مع بعضهم…
قال الأول: “من أين يه بهذه البذور السحرية، نحن نعلم مالكها الوحيد والذي لا يمكن لغيرها امتلاك مثل هذه البذور العجيبة”.
الثاني: “نعم، إنها نفسها والتي تعود للأميرة المسحورة والتي قمنا بلعنها منذ زمن وحولناها لدب ضخم”.
الثالث: “بالتأكيد إنه من قام بكسر اللعنة وإلا لما أعطته ما تتميز به دونا عن غيرها”.
عاد الأول للحديث من جديد: “لا يوجد أمامنا إلا أن نلقي عليه لعنة حتى نتمكن من معرفة ما سنفعله”.
الثاني: “يكفينا أن نبقيه نائما لمدة تكفينا من التحرك حتى لا يمكنه العودة والإفصاح عنا”.
الثالث: “إذا سنلقي عليه لعنة ينام بها نصف عام، أعتقد أنها مدة أكثر من كافية لتحركنا والتخلص من الأميرة المسحورة”.
لم يكن الجندي يعلم هوية الثلاثة رجال، ولم يكن ليعلم أنهم خلف لعنة زوجته الأميرة الجميلة، ومازال ثابتا بمكانه حتى اقترب منه الثلاثة وألقوا عليه اللعنة، فخر طريح الأرض من على حصانه وغط في نوم عميق، من المفترض أن ينام نصف عام كامل.
لاحظ أحد الجنود شيئا فهرول ليخبر به أميرته…
أحد الجنود: “مولاتي الأميرة، إن الأشجار التي قام بزراعتها مولاي الأمير قد ذبلت جميع أوراقها وجفت ونضبت ولأسباب خفية”.
أصابها الذعر: “وكيف يعقل ذلك، بالتأكيد هناك سوء ما أمس زوجي العزيز”.
وعلى الفور كانت الأميرة قد استعدت وتجهزت وخرجت مع جنودها للبحث عن زوجها التي توقن أن شيئا ما أصابه؛ اتخذت نفس الخطوات التي كان يسير بها، وتتبعت نفس خط الأشجار الناضبة، وأخيرا وجدت شجرة متفرعة ومليئة بالأوراق ووجدت أسفلها زوجها ملقى على الأرض.
ترجلت عن حصانها وأخذت تقلبه يمينا ويسارا وتنادي عليه بأقصى قوتها ولكنه لم يستجب لها، ولم يرد عليها، فغضبت منه كثيرا واستشاطت غضبا وقامت بتمني أمنية ولكونها ساحرة تحققت لها أمنيتها في الحال..
الأميرة من شدة غضبها على عدم رد زوجها عليها: “ليت الرياح العاصفة تحملك بعيدا لبلاد بعيدة نائية”.
وبالفعل قدمت الرياح العاصفة في أقل من ثواني وحملت الأمير بين ذراعيها وغابت به بعيدا عن الأنظار.
وبمجرد رحيله عن العيون شعرت الأميرة المسحورة بالندم على فعلتها، وأسرفت في الدموع والحزن، ولكن كان الأوان قد فات ولن يفدها ندمها بأي شيء، ولن تتمكن من إبطال لعنتها من الأساس.
وصارت الرياح العاصفة حتى وصلت للبلاد البعيدة النائية وقامت بإلقاء الأمير، استيقظ الأمير الملقى عليه اللعنة بعد مرور نصف عام، فوجد نفسه على شاطئ أمام مياه لا يرى أولها من آخرها.
تساءل في حيرة من أمره غير متذكرا: “ما الذي أصابني؟!، وما الذي أتى بي إلى هنا؟!”
ولم يجد أي إجابة عن تساؤلاته، فأرجع الأمر برمته للرجال الذيم قالبهم بطريقه، وبآخر شيء فعلوه به والذي كان اللعنة!
وبالطبع نهض من مكانه وشرع في تفقد المكان من حوله، فسار على الشاطئ وإذا به يرى
تساءل في حيرة من أمره غير متذكرا: “ما الذي أصابني؟!، وما الذي أتى بي إلى هنا؟!”
ولم يجد أي إجابة عن تساؤلاته، فأرجع الأمر برمته للرجال الذيم قالبهم بطريقه، وبآخر شيء فعلوه به والذي كان اللعنة!
وبالطبع نهض من مكانه وشرع في تفقد المكان من حوله، فسار على الشاطئ وإذا به يرى ثلاثة من الشباب الصغار يتعاركون على أشياء يمسكونها بأيديهم، وكأن كل منهم لا يرضى عما بيده وينظر طامعا لما بيد أخيه.
اقترب منهم الأمير ليحكم فيما بينهم ويحاول مساعدتهم في أمرهم، ويفض الخلاف الناشئ بينهم لئلا يخسر أحدهما الآخر.
الأمير: “ما الأمر لماذا تتعاركون مع بعضكم البعض، وما الأمر الذي يستدعي كل هذا الصوت العالي وصراخ أحدكما بوجه الآخر، ربما بإمكاني أن أساعدكم”.
الابن الأول: “انظر لقد توفي والدنا منذ أيام قلائل، ولقد كان ساحرا ولم يترك لنا سوى هذه الأشياء الثلاثة، بساط سحري، وحذاء سحري، وقبعة إخفاء سحرية، ولا يرضى أيا منا عما بيده”.
الأمير: “وكل ما قصصته لا يستدعي كل هذا القتال القائم بينكم؛ إذاً سآمركم بشيء لتفعلوه ويمكننا من خلاله تقسيم الأشياء بينكم بصورة يرتضي بها كل منكم، ما رأيكم إذاً هل توافقون على ما أقوله لكم؟!”
كان الأمير قد استشف من خلال قتالهم مع بعضهم البعض أنهم أشرار، وأن والدهم الساحر الراحل لم يكن سوى شرير كبير، وأن هذه البلاد لتي وقع بها ما هي إلا عبارة عن بؤرة شر طاغية.
التفت الأمير يمينا ويسارا يبحث عن حل للشباب الصغار، فلمح شجرة لجوز الهند من بعيد مائلة على الأرض..
الأمير: “كل ما عليكم فعله أن تذهبوا لهذه الشجرة (وأشار بيديه لشجرة جوز الهند)، أترونها هذه الشجرة التي تلامس الأرض (وأومئوا برؤوسهم بالإيجاب)، وتركضوا من هناك إلى هنا، وأن أول من يصل قبلكم يختار ما يشاء من هذه الثلاثة أشياء، وأن الثاني يختار من الشيئين المتبقين، أما الثالث فيأخذ ما تبقى، هل وافقتم على ما ذكرته”.
أجابوا جميعا: “أجل نوافق”.
وانطلقوا، وبينما كانوا في طريقهم للوصول للشجرة كان الأمير قد أخذ الأشياء فصعد على متن البساط ومعه الحذاء والقبعة وفر هاربا بعيدا عن كل ذلك مبتغيا العودة لبلاده.
وبعد الكثير من التحليق فوق البحار والجبال لمح منزل صغير فأمر البساط بالنزول ودخل المنزل؛ وأول ما دخل وجد امرأة جميلة عجوز تجلس على كرسي وأمامها طاولة..
الأمير: “اعذريني على الدخول دون استئذان، ولكني أتضور جوعا يا سيدتي، فهلا أطعمتني أي شيء؟”
العجوز: “تفضل بالجلوس وارتح، بالطبع يمكنني تقديم الطعام لأجلك”.
صفقت العجوز بكلتا يديها وإذا بالطاولة التي أمامها تمتلأ بأشهى وألذ الأطعمة على الإطلاق، ذهل الأمير ولكن ليس بالكثير فقد رأى من السحر أمورا وعجائب أكثر من ذلك.
الأمير: “إذا أنتِ جنية؟!”
العجوز: “إنني أكثر من ذلك، من فضلك تناول طعامك”.
وبعدما أكل الأمير حتى امتلأ، شكر العجوز كثيرا ولكنه مازال يريد مساعدة منها نظرا لقدراتها الخارقة التي تفوق قدرات البشريين أمثاله.
الأمير: “اعذريني ولكني في حاجة ماسة لمساعدة منكِ ثانية يا سيدتي، أشكر لكِ كرمكِ الزائد معي، ولكنني طامع في مساعدة أخرى منكِ وسأكون ممتننا لكِ طوال حياتي”.
وما إن أنهى طعامه حتى اختفى الطعام كأن لم يوجد من قبل على الطاولة..
العجوز: “بم تريدني أن أساعدك يا بني؟!”
الأمير قص عليها الحكاية كاملة، ولكن السيدة العجوز لم توافق على مساعدته متعجبة من أمره..
العجوز: “عجيب أمركم أيها الشباب تتمسكون بأشياء زائلة وفانية”.
الأمير: “ولكنها زوجتي التي أحبها كثيرا ولا يمكنني العيش دونها أبدا”.
العجوز: “إنها ليست بمشكلتي فلم علي أن أحلها”.
الأمير: “أتوسل إليكِ أن تساعديني في أمري وفي الوصول إليها”.
العجوز
الأمير قص عليها الحكاية كاملة، ولكن السيدة العجوز لم توافق على مساعدته متعجبة من أمره..
العجوز: “عجيب أمركم أيها الشباب تتمسكون بأشياء زائلة وفانية”.
الأمير: “ولكنها زوجتي التي أحبها كثيرا ولا يمكنني العيش دونها أبدا”.
العجوز: “إنها ليست بمشكلتي فلم علي أن أحلها”.
الأمير: “أتوسل إليكِ أن تساعديني في أمري وفي الوصول إليها”.
العجوز: “حسنا سأساعدك لوفائك وتضحيتك بنفسك من أجل الحب”.
خرجت العجوز خارج المنزل وبأعلى صوتها نادت قائلة: “يا أيتها الرياح العاصفة تعالي إلي في الحال”.
وما إن أنهت كلامها حتى هبت رياح عاصفة قوية بالمكان..
العجوز: “أخبرينا أيتها الرياح بما أنكِ تجوبين الأرض من مشارقها إلى مغاربها أين توجد الأميرة المسحورة زوجة هذا الأمير؟”
الرياح العاصفة: “نعم إنني أتذكرها جيدا، هذه الأميرة صارت تعيش بمملكة جديدة بعدما فقدت زوجها حيث غضبت عليه ولعنته ليمضي بقية حياته ببلاد بعيدة نائية ظنا منها بأنه لا يريد أن يجيبها، وهي تجهل تماما أن نفس السحرة الذين سحروها من قبل قاموا بإلقاء لعنة عليه، إنها نادمة على ما فعلته وتشتاق لملاقاته بأي وسيلة، وفقي وقتنا الحالي يأتي إليها الملوك والأمراء بكل يوم يتوسلون إليها للموافقة على طلب الزواج بها”.
السيدة العجوز: “أخبرنا إذا كم تملك مملكة هذه الأميرة التي تتحدث عنها”.
الرياح العاصفة: “على بعد ثلاثون عاما بالسير على الأقدام، وعشرة أعوام تحليقا بالبساط، أما إذا هببت يمكنني أن أوصل أحدهم خلال ثلاثة ساعات فحسب”.
الأمير: “أتوسل إليكِ أيتها الارياح العاصفة أن تحمليني إلى زوجتي في الحال”.
الرياح العاصفة: “ولكن لدي شرط وحيد”.
الأمير: “لكِ كل ما تريدين”.
الرياح العاصفة: “أريد أخذ كلمة منك، وهي أن أبقى بالمملكة الجديدة لمدة ثلاثة ساعات”.
الأمير: “احمليني لأميرتي وخذي ثلاثة أسابيع وليست ثلاث ساعات فحسب”.
وبالفعل حملت الرياح العاصفة الأمير وجابت به فوق البحار والمحيطات والجبار، وحتى فوق السحاب وخلال ثلاث ساعات كانت به أمام المملكة..
الرياح العاصفة: “لقد أشفقت عليك أيها الأمير ولن أظل في المملكة كما طلبت منك”.
الأمير بصوت حزين: “ولم؟!”
الرياح العاصفة: “لأنني رياح مدمرة، إن مكثت ثلاث ساعات فلن أبقى على شيء بهذه المملكة لا الأشجار ولا المنازل ولا حتى القصر، لذلك سأرحل”.
الأمير بامتنان: “شكرا لكِ أيتها الرياح العاصفة”.
وفور وصول الأمير للمكلة قام بارتداء قبعة الإخفاء ودخل القصر دون أن يراه أحد، وجد زوجته الأميرة الجميلة وكان لديها العديد من الملوك والأمراء قد اجتمعوا جميعهم لينالوا شرف الزواج بها.
كان الأمير غاضبا للغاية مما رآه، وما أغضبه أكثر عندما تقدم أحدهم يحمل كأسا مصنوعا من الألماس، قام الأمير بضربه على يده فسقط الكأس من يديه فتحطم على الأرض.
وأثناء ذلك فتحت الحقيبة التي يحملها وتساقطت منها بعض البذور على الأرض، هنا تيقنت الأميرة من تواجد زوجها معها، وعلى الفور نهضت من مكانها قائلة: “أيها النبلاء أريد أن أطرح عليكم لغزا، ومن يقوم بحله أعده أن أكون له وأتزوج به”.
تهللوا جميعا مستبشرين، فقالت الأميرة الجميلة: “كان لدي صندوق ذهبي ثمين، وكنت أملك مفتاحه الذهبي أيضا، وذات مرة أضعت المفتاح بيدي، ولم أتوقع أنني سأجده مرة ثانية، وفجأة وجد المفتاح نفسه”.
تحيروا واحتاروا جميعا في حل اللغز، وفي النهاية لم يستطع أحد منهم حله.
قالت الأميرة بصوت مرتفع: “اخرج يا زوجي العزيز، أعلم أنك هنا اكشف عن نفسك أمامنا”.
خلع الأمير القبعة من على رأسه فظهر لهم جميعا، اقترب من زوجته فضمته إليها بشدة وذرفت الدموع من عينيها، وبعدما قبل يديها كعادته الدائمة قالت الأميرة: “أخبركم بحل اللغز، إنني الصندوق الذهبي وزوجي هو المفتاح الذي أضعته بيدي ووجد نفسه”.
رحل الملوك والأمراء حزينين، أما عن الأميرة فأرسلت في طلب والي زوجها لينعما بسعادة أبدية بعدها.