قال مركز الأزهر إن الزوجة التي تتحدث عن أمور الأسرة الصغيرة والكبيرة وأسرارِ البيت أمام الآخرين وتخبر أهلها وصديقاتها بما يحدث في المنزل وتقوم بتصوير كل شيء حتى الأكل ثم تقوم بنشره على الفيس والانستجرام حتى تصرفات الأبناء تقوم بكتابتها على الفيس بوك ترتكبُ بهذا أمرًا رفضه الشرعُ، لكونه من أعظم أسباب تفكُّك الأسرة وضياعها.
وأوضح مركز الأهر العالمي للفتوى أن الإسلام عد حفظ الأسرار من أهم القيم والأخلاقيات واعتبر إفشاء الأسرار أمرا مرفوضا شرعًا حيث يؤدي إلى تفكك الأسرة وفي كثير من الحالات إلى الطلاق وهدم الأسرة.
وأكد أن الله أثني على النساء الصالحات بقوله:
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ( سورة النساء: الآية 34).
وفي وقت سابق نبه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهوري، أن الشرع الشريف حظر على كلا الزوجين التحدث عن أسرار الحياة الزوجية والكشف عن مستورها أمام الآخرين لأنها ذات طبيعة خاصة مبنية على الامتزاج والميثاق الغليظ ودوام الألفة. وجاء ذلك في الحوار الأسبوعي من حلقة برنامج "مع المفتي" المُذاع على قناة "الناس" الذي يُقدِّمه الإعلامي شريف فؤاد، مضيفًا أن الأسرار والأمور الزوجية من شأنها أن تُطوَى ولا تنشر أو تُحكَى أمام الآخرين حتى وإن كانوا أقارب الزوجة أو الزوج أو حتى الأولاد أو الأصدقاء؛ ففي إشاعتها فساد عظيم، ويُعد المنع إجراءً ناجعًا، ووقايةً مُبَكِّرةً من حدوث الشقاق والطلاق.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الأسرار والأمور الشخصية بين الزوجين تنشأ مع بداية تكوين حياتهما الأسرية، ثم تزداد مع مرور الأوقات والمواقف التي يبوح فيها كل طرف بمكنوناته ومشاعره للآخر في محبة ومودة نتيجة الثقة والاطمئنان والسكن؛ ولذلك فلا يجب إفشاء هذه الأسرار. ولفت فضيلته النظر إلى أن الشرع الشريف اعتبر وأقرَّ بأنَّ للبيوت حرمة؛ فمنع كُل من الزوجين من إفشاء خصوصيات الحياة الأسرية؛ وذلك لما فيه من إضرار للطرف الآخر، وانتهاك لحرمته وكرامته، وخيانة أمانته.
وفي ذلك يقول -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا»"، والأمر ينطبق على المرأة كذلك، ولكن خص الرجل للغلبة، فالحقوق الزوجية متقابلة؛ فالرجل مطالَب بأن يكون أمينًا على بيته وأسراره، وكذلك المرأة مطالبة بأن تكون أمينة على بيتها وما فيه من أسرار. وأوضح مفتي الجمهورية أن إفشاء أسرار البيوت وأسرار العلاقات الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بأي شكل أو طريقة له آثار سلبية، بل كارثية على استقرار الأسرة، فليس نشر وإفشاء الأسرار من الرجولة والفخر، بل من النقائص ومساوئ الأخلاق.
وأشار إلى أن البيوت لها حرمة عظيمة؛ فهي متوَّجة بالميثاق الغليظ الذي قطعه كل من الزوجين على نفسه تجاه الآخر؛ فمن تمام هذا الميثاق أن تظل أسرار العلاقة الزوجية بكل أشكالها وأحوالها حبيسة الغرفة والنفس ولا تخرج عن ذلك بحال. واختتم فضيلته حواره بقوله: "حافظوا على حرمة بيوتكم لتستقر وتستقيم البيوت، وحافظوا عليها لأجل أولادكم ولأجل أنفسكم، وتذكروا قول الله عز وجل: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]".