إن كنت من مرتادي مواقع "السوشيال ميديا" فمِن المؤكّد أنك شاهدت مقطع فيديو يُظهر رجالاً يحملون تابوتاً وهم يرقصون بشكلٍ فرح لا يتماشى مع الموقف الجلل.
المقطع تداوله المرتادون والمغردون على سبيل السخرية والضحك رمزيةً للنهاية التعيسة، ولا بدّ أنك تساءلت أيضاً عن قصة التابوت والراقصين ذوي البشرة السمراء بالأزياء اللافتة.
المشهد الذي بدأ انتشاره عربياً ليس عابراً في فيلم بل هو حقيقي وتعود قصته إلى البلد الذي يقع في غرب القارة السمراء غانا.
المشهد يأتي ضمن طقوس تُعرف في البلاد بأنها من أجل إسعاد الميت وعائلته كما يعتقدُ السكان وهي طقوس تصنّف ضمن أغرب طقوس الجنائز حول العالم.
شاهد الفيديو
يقول أحد السكان إنهم يعملون على إسعاد الميت وذويه بالرقص أياماً بالتابوت احتفالاً به لأنه على مقربة من لقاء الله وهذا لا يكون إلا بمقابل من المال يدفعه ذوو الميت للفرقة الراقصة المتخصصة في إحياء مآتم العزاء.
ويضيف أحد متعهدي إقامة "حفلات العزاء ومؤسس فرقة حاملي النعوش" بنيامين إيدو، في حديث إلى قناة (بي بي سي) البريطانية، التي نشرت تقريراً عن هذا التقليد، "عندما يأتي إلينا العميل فإننا نسأله هل يريد جنازة عادية أم يريد أن يضيف عليها بعض الحركات الاستعراضية أو حركات محددة مخصصة؟".
ويعتقد الغانيون بحسب دوكو أنّ النعش أو التابوت لا بدّ أن يعبر عن مهنة الميت في أثناء فترة حياته.
يوجد من يشترط أن يكون "التابوت" على شكل طائرة إن كان يعمل في مجال الطيران، أو على شكل سيارة إن كان سائقاً، ولا غرابة أيضاً إن كان التابوت على شكل سمكة، لأن صاحبه حتماً كان بحاراً أو صائد سمك.
ويفسّر الغانيون هذا الأمر بأنه لا بدّ للميت أن يُوضع في تابوت له علاقة في مهنته حتى تتمكّن الروح من مواصلة نشاطها إلى أن تُبعث من جديد.
وأجرى بنجامين إيدو قائد فرقة رقصة التابوت الشهيرة حواراً مطولاً مع موقع فوت ميركاتو و كشف العديد من الأمور التى تخص علاقته بكرة القدم وعشقه لها.
وتطرق خلال هذا الحوار إلى أى من اللاعبين الذى يرغب فى أن يحمل نعشه بجانب فرقته إلى مثواهم الأخير، حيث لم يتردد فى الإجابة وأكد أنه يتمنى العمر المديد للجميع ولكنه يتمنى فى نفس الوقت بأن يحمل ثلاثة من ألمع النجوم الذى يعشقهم إلى حد كبير، وهم على الترتيب البرازيلى السابق رونالدينيو، ثم مارادونا وأخيرا ميسي، فى إشارة إلى مدى العشق الذى يعشقه لكل من هؤلاء اللاعبين وبالتالى يرغب أن يساهم فى تكريمهم حينما ينال شرف إيصالهم إلى قبورهم.