منذ 4 قرون تتعرض البشرية حول العالم إلى أمراض متنوعة كل 100 عام منها ما يصل إلى حد الوباء الأمر الذي يتسبب في سقوط ضحايا تفوق أعدادهم من سقطوا في الحربين العالميتين من خلال فيروسات ميكروسكوبية قاتلة مثل الطاعون والكوليرا والإنفلونزا بأنواعها المختلفة وصولا إلى فيروس كورونا 2020.
ففي عام 1720 ضرب مدينة مرسيليا الفرنسية الطاعون العظيم (الدبلي) وقتل في أيام 100 ألف شخص وتسبب في إفراغ مدن عديدة من سكانها تاركا خرابا هائلا.
وحسب عديد من المصادر وقتها تسبب الوباء في وفاة نحو 60 ألفا من أهالي ميلانو المقدر عددهم حينها بنحو 130 ألف نسمة أي ما يعادل 46 بالمائة من سكان المدينة قبل بداية الكارثة، فأضعف المدينة وأنهك اقتصادها وأفقدها جانبا من بريقها على الصعيد العالمي.
وتحدّث عدد ممن عاصروا الوباء في كتاباتهم عن انتشار الجثث بالشوارع ولجوء بعض المدن كالبندقية وميلانو لعزل المرضى وإحراق ثيابهم وممتلكاتهم لمنع انتشار الوباء، كما اتجهت سلطات البندقية حينها لاعتماد إجراءات أخرى فأقدمت على جمع أعداد من المرضى ونفتهم خارج المدينة عن طريق عزلهم بإحدى الجزر القريبة.
وبعده بمائة عام وتحديدا في عام 1820، كانت الكوليرا تحصد أرواح البشر في إندونيسيا وتايلاند والفلبين، وحصد هذا الوباء أكثر من 100 ألف شخص.
وفى عام 1920 أي بعد 100 سنة أخرى كان العالم على موعد مع الأنفلونزا ومشتقاتها وهى الإنفلونزا الإسبانية التي كانت كارثة بشرية وتجاوز عدد ضحاياها أكثر من 100 مليون شخص.
وفي عام 2020 يعيش العالم الآن كابوسا مفزعا مع فيروس كورونا، الذي يحمل نمطا متطورا وأشد شراسة، ضاربا الصين وهي أكبر مجتمعات الأرض، وعزل مقاطعات بحجم دول كبيرة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ فقد تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم نحو أكثر من 110 آلاف شخص وتم تسجيل أكثر من 3800 حالة وفاة في 105 دول وتكبدت الأسواق العالمية في نيويورك وفرانكفورت وباريس ومدريد وميلانو ولندن، الجمعة، خسائر كبيرة ما يؤكد الخشية من عواقب اقتصادية على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.