حسن فتحي (23 مارس 1900 - 30 نوفمبر 1989).
هو معماري مصري بارز. من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرج من المهندس خانة (كلية الهندسة حاليًا) بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا). اشتهر بطرازه المعماري الفريد الذي استمد مصادره من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني. تعد القرنة التي بناها لتقطنها 3200 أسرة جزءا من تاريخ البناء الشعبي الذي أسسه بما يعرف عمارة الفقراء.
يعد بروفيسور عالمي لثلاث لغات،مهندساً وهاوي موسيقي وكاتب مسرحي ومخترع،صمم ما يقارب 160 مشروع منفصل،بدءاً من معتكفات البلد المتواضعة وانسحبت الى المجتمعات المخطط لها بالكامل مع الشرطة والخدمات الطبية والأسواق والمدارس والمسارح والساحات وأماكن للعبادة والترفيه والاستراحة،تضمنت هذه المجتمعات العديد من المباني الوظيفية مثل مرافق غسيل الملابس والأفران والأبار، لقد استخدم أساليب ومواد التصميم القديمة،بالاضافة الى معرفة الوضع الاقتصادي في الريف المصري مع معرفة واسعة بتقنيات التصميم المعماري والمدن القديمة ،ولقد قام بتدريب السكان المحليين على صنع المواد الخاصة بهم وبناء المباني الخاصة بهم ايضا.
بدأ فتحي التدريس في كلية الفنون الجميلة عام 1930،حصل على كثير من الاشادات الدولية من أجل مشاركته في بناء كوريا التي تقع على الجهة الغربية للمدينة الأقصر،وكان سبب البناء اعادة توطين اللصوص الذين اعتادوا على سرقة المقابر في منطقة وادي الملوك ووادي الملكات،حصل هذا العمل على الكثير من المدح في أسبوعية بريطانيا المعروفة في عام 1947،بعد فترة وجيزة حصل هذا العمل على الاشادة ايضاً في المجلة المهنية البريطانية، ونشرت الكثير من المقالات التي تتحدث عن هذا المشروع بلغات أخرى مثل اللغة الاسبانية والفرنسية والهولندية،وفي عام 1953 عاد فتحي الى القاهرة وقد ترأس القسم المعماري لكلية الفنون الجميلة عام 1954.
شارك حسن فتحي في تصميم وكذلك الاشراف على بناء المدارس للوزارة التربية والتعليم المصرية، في سنة 1957 أُحبط فتحي بالبيروقراطية وكان مقتنعاً بأن تصميم البنايات بأساليب تقليدية مناسباً لمناخ المنطقة الذي كان من شأنه يتكلم بصوتٍ اعلى من الكلمات وانتقل الى أثينا ليتعامل مع المخططين الدوليين،لادارة مبادئ التصميم الاكستيكالي ، عمل كمحامي لحلول الطاقة الطبيعية التقليدية في مشاريع رئيسية مجتمعية للعراق وباكستان، قام بالسفر والبحث الموسع للبرنامج "مدن المستقبل"في افريقيا.
بعد عودته الى القاهرة في عام 1963 انتقل الى درب اللبانة، بالقرب من قلعة القاهرة،عاش فيها وعمل لبقية حياته،كما وانه القى خُطب واستشارات خاصة،لقد كان رجلاً له رسالة مثبتة في عصر يبحث عن بدائل في الوقود والتفاعلات الشخصية والدعم الاقتصادي ، ترك أول منصب عالمي رئيسي له، في الجمعية الأمريكية لتقُدم العلوم في بوسطن، في عام 1969 لاستكمال رحلات متعددة في السنة كعضو نقدي رائد في المهنة المعمارية،نُشر كتاب رسمي له حول (جورنا)،والذي كان في طبعة محدودة في عام 1969، أصبح ذو نفوذاً أكثر عام 1973 عندما حصل على لقب إنجليزي جديد،"Architecture for the poor".
بعد فترة قصيرة من مشاركته في مؤتمر الموئل الأول للامم المتحدة في عام 1976 في فانكوفر شكلا بشكل كبير بقية أنشطته،حيث بدأ العمل في اللجنة التوجيهية لجائزة الاغاخان للهندسة المعمارية واسس ووضع مبادئ توجيهية للمعهد التكنولوجيا المناسبة التابع له، وفي عام 1980 حصل على جائزة (بلزان) للعمارة والتخطيط الحضاري،وجائزة سبل العيش المناسبة.
صمم فتحي المسجد والمدرسة التي شيدت من الطوب واللبن في دار السلام ، وهو مركز تعليمي بالقرب من أبيك ، نيومكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم الانتهاء من المباني الرئيسية في عام 1981، كما وافتتح دار الاسلام في عام 1982، وهو ممن شغلوا عدة مناصب حكومية.
وفي 23 مارس 2017، احتفلت شركة جوجل بذكرى ميلاد المعماري الشهير حسن فتحي الـ "117" وذلك من خلال شعار احتفالي خاص ظهر على موقعها المخصص للبحث في الدول العربية والعديد من الدول الأوروبية ودول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا الجنوبية، وقالت جوجل أن حسن فتحي كان مهتما ببناء المجتمعات أكثر من تشييد المباني، وأن الراحل كان رائدا في تقديم نماذج لمباني تحترم تقاليد الأماكن وتراعي جميع مناحي الحياة.